انتخبات الرئاسة هل تكون مفترق الطرق لمؤيدى السيسى وهل تكون نعمة او نقمة له شاهد التقرير
نقلا عن رصد
نقلا عن رصد
خفّضت شخصيات وأحزاب وحركات داعمة لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من لهجتها المؤيدة له بإطلاق وفي كل الممارسات التي قام بها أو الخطوات التي اتخذها منذ انقلاب الثالث من يوليو، حيث طرأ تغير على لهجتهم (قبيل انتخابات الرئاسة) معتبرين دعمه المبالغ فيه وإنشاد الأشعار والأغاني نفاقا و"صناعة لفرعون جديد".
التراجع الذي بدأ يطرأ على بعض الحركات والشخصيات التي دأبت على دعم السياسي رآه مراقبون متعلقا بالانتخابات الرئاسية الوشيكة التي تعد لها سلطات الانقلاب، متشككين في أن داعمي السيسي قد يكون لهم مرشحون آخرون يدفعونهم لمحاولة منع السيسي من الترشح لرئاسة للإخلاء الطريق لهم أو التخلي عنه إذا ما قرر المضي قدما في طريقه، حتى ولو كانوا من أولئك الذين مجدوا السيسي كوزير دفاع وظلوا مدافعين عنه ومطالبين بحصانته بعد انقلابه الذي دعموه على الرئيس المنتخب محمد مرسي.
"الإنقاذ": إجماع على الدعم
من بين تلك الحركات السياسية التي دعمت السيسي في مساره بقوة جبهة الإنقاذ المشكلة من ائتلاف عدة أحزاب، وكان قيادات بالجبهة (السفير محمد العرابي) قد أكدت في تصريحات صحفية 27 يناير الماضي أنه لا يتوقع حدوث خلاف حول تأييد الجبهة لمرشح رئاسي في الفترة القادمة، مؤكدا أن أغلب قيادات الجبهة تؤيد ترشح الفريق السيسي وستنتخبه في حال ترشحه.
وبدوره قال عمر الجندي، أمين سر جبهة الإنقاذ، إن الجبهة في حال أقرب للإجماع على تأييد الفريق السيسي، في حال ترشحه للرئاسة، مؤكدا أن ذلك قد يحدث في الاجتماع القادم لجبهة الإنقاذ.
ولفت الجندي، في تصريحاته، إلى أن السيسي رجل دولة، وله العديد من الامتيازات التي تؤهله، علي حد تعبيره لأن يحكم مصر، مؤكدا أنه اختبر من قبل في الفترة السابقة، على إدارة الأزمات، وحفظ الأمن ومواجهة المخططات الخارجية!
ووصف محمود العلايلي، سكرتير عام حزب المصريين الأحرار (أحد أحزاب جبهة الإنقاذ) تأييد الجماهير لترشح الفريق السيسي للرئاسة بـ"الجارف"، مطالبا القيادات السياسية، أن تأخذ ذلك الأمر في الحسبان وألا تعطي ظهرها للجماهير.
ووقع حزبا المصريين الأحرار، والمؤتمر، عضوا جبهة الإنقاذ الوطني، وثيقة تحالف انتخابي جديد بمشاركة 4 أحزاب أخرى خارج الجبهة، لتأييد وزير الدفاع، مرشحاً للرئاسة خلال الفترة المقبلة.
وقال مصدر شارك في اجتماع توقيع الوثيقة، بتصريحات صحفية إن الحزبين حسما أمرهما، واختارا المرشح الرئاسي الذي سيدعمانه في الانتخابات المقبلة، ما يعنى التخلي عن دعم حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي والقيادي بـ«الإنقاذ».
"لن ندعم"
غير أن دعم الجبهة المؤكد لوزير الدفاع كمرشح رئاسي اختلف في 2 فبراير الجاري؛ حيث قال الدكتور وحيد عبد المجيد، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني، في تصريحات صحفية إن «الجبهة لن تدعم مرشحًا بعينه في انتخابات الرئاسة والأمر متروك لكل حزب من أعضاء الجبهة في دعم من يريد».
تراجعات عبد المجيد لم تتوقف على تأييد السيسي، وإنما انسحبت أيضا على الدستور، إذ أضاف أن الدستور الحالي "لن يستمر طويلًا، وسيتم، وضع دستور جديد بمجرد استقرار البلاد"، وتابع من المعروف تاريخيًا أن أي دستور يوضع في ظروف غير طبيعية، يكون دستورًا مؤقتًا، ورغم أن الدستور، الذي أعدته (لجنة الـ50) أفضل من كل الدساتير السابقة، علي حد وصفه ولكن به مشكلتين أساسيتين وهما أنه وضع في ظل حالة انقسام بين القوي السياسية، وغياب المشاركة الشعبية، كما تم التعجل بوضعه، ولم يأخذ حقه الكامل في الحوار المجتمعي".
حمدين: السيسي أفضل
ومن بين أولئك الذين ظهر تراجعهم بشأن تأييد السيسي المرشح السابق حمدين صباحي، الذي أعلن قبل ذلك أنه لن يترشح أمام وزير الدفاع إذا ما قرر الترشح، وإنه سيدعمه حينها للرئاسة، وأنه إذا لم يترشح السيسي فسيتقدم هو حينها، وفي مزاح بأحد البرامج قال صباحي مجيبا على سؤال "نقول له يا سيسي واللا يا سيدي" فأجاب: "الاتنين".
غير أن صباحي عاد مؤخرا ليؤكد أن قطاعا من مؤيدي ومحبيه السيسي يفضلون بقاءه في منصبه كوزير للدفاع، وتواترت التسريبات من حملته للتأكيد على أن صباحي سيظل مرشحا حتى إذا ترشح السيسي، وأنه سينافس السيسي إذا ما قرر الترشح.
سعد: أمال لما يبقى رئيس؟
كما كان من اللافت للنظر تراجع العديد من الإعلاميين الذين كانوا يعتبرون رأس حربة في تأييد وزير الدفاع والانقلاب على الرئيس الشرعي، وما أعقب ذلك من ممارسات وقمع للمتظاهرين، إلا أن هذا الدعم المطلق بدأ يتراجع معتبرين إنشاد الأشعار والأغاني للسيسي نوعا من النفاق وصناعة جديدة للفرعون وتكرارا لما حدث مع الرئيس السابق حسني مبارك.
بين هؤلاء الإعلاميين الذين طالبوا بتحصين وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي في الدستور الإعلامي محمود سعد الذي قال في أكتوبر 2013 في تصريح له على برنامجه "آخر النهار" بقناة "النهار" إنه لابد من تحصين الفريق السيسي في الدستور وقال ما نصه "السيسي خرج معانا مش مخرج لوحده ولا احنا خرجنا لوحدينا احنا خرجنا والسيسي انضم لنا فلازم نحميه ومش نحميه هو بس لوحده هو وكل قادات الجيش".
وتابع سعد "السيسي لم يكن قراره منفردا، ولم يكن السيسي يستطيع أخذه لولا موافقة باقي قادة الجيش علي حد تعبيره، وكل هؤلاء القادة لازم نحميهم حماية لأبعد مدى".
غير سعد عاد ليوجه رسالة حادة لمن يعتبرهم ينافقون المشير، إذ وجه رسالة للفنانين الذين ينافقون السيسي بالتوقف عن ذلك.
وفي لهجة حادة قائل سعد: "لما ألاقي علي المسرح العام مسرحية قد الدنيا علشان الفريق السيسي قال مصر قد الدنيا نعمل ليه مسرحية، خلاص انتو كده، عيب يا فنانين تعملوا مسرحية بالاسم ده علشان السيسي قال كده، بس بالطريقة دي عمرها ما هتكون قد الدنيا بالمسرح أو الغناء إنما بالعمل يا أستاذ، هنافق على طول كده، ده الراجل لسه مبقاش رئيس جمهورية أمال لما يبقي رئيس هتعملوا إيه، ايه الكلام الفاضي ده".
انتقادات خيري
وبدوره لم يختلف كثيرا موقف الإعلامي خيري رمضان الذي كان برنامجه "ممكن" علي قناة "سي بي سي" من أكثر الداعمين لانقلاب 3 يوليو والممتدحين لجميع قرارات السيسي وبطولته وشجاعته في التصدي لنظام الرئيس مرسي وجماعة الإخوان، حتى إنه وقف ممتدحا لشحنات الملابس والأغطية المستعملة التي استقبلتها حكومة الببلاوي كإعانات من حكومة الإمارات.
إلا أن مديح رمضان تحول إلى انتقادات للقمص بولس عويضة راعي كنيسة الزهراء الذي مدح المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع وقال إنه يذوب عشقا فيه داعيا للفصل بين الدين والسياسية.
وقال رمضان عبر برنامجه "ممكن" على قناة "سي بي سي"، إن السيسي رجل عسكري وليس نجما سينمائيا، داعيا محبيه أن يظهروا نقاط قوته مثل حسمه وذكائه وحب الناس، له لافتا إلى أن الحديث عن وسامته وشكله هو كلام مسيء وجريمة وأن حالة التزيد الفجة تستفز الجماهير حتى من أنصاره.
وتابع قائلا: "ماتكلمنيش عن وسامة السيسي، لكن كلموني عن مواقفه وخطته وأخلاقه، أما هذا الكلام يقودنا إلى طريق خاطئ، ويصنع ديكتاتورا بسبب الإلحاح من أصحاب المنافع". وأضاف، أنه يجب على الشعب أن يكون واعيا، فالشعب يريد حكما مدنيا ومنافسة شريفة بين مجموعة من المرشحين.
الحديدي: نصنع فرعونا
وبنهاية ديسمبر 2013 عبرت الإعلامية لميس الحديدي، عن شكرها لوزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ردا على ما تدعيه من قائمة تهديدات الرئيس محمد مرسي وأنصاره للإعلاميين، بتعزيزات عسكرية لمدينة الإنتاج ليقول لنا "عليكم بقول الحق".
وتابعت في برنامجها "هنا العاصمة" الذي يذاع على قناة "سي بي سي" الفضائية، "باسمي وباسم الشعب المصري اقول للسيسي...شكراً".
في 2 فبراير الجاري قالت الإعلامية لميس الحديدي عبر برنامج "هنا العاصمة" الذي تقدمه على فضائية السي بي سي تعليقاً على حملة النفاق الذي يقوم به البعض للمشير السيسي لابد أن نفصل بين المحبة التلقائية، ونفرق من البسطاء المحبين للمشير السيسي وبين حملات النفاق الممنهجة، مشيرة إليهم بشلة المنافقين الجدد الذين يبحثون عن مكاسب لهم في كل نظام أمر لن يسمح به الشعب ولا الإعلام ولا الفريق السيسي سيرضى به.
وقالت :" السيسي لا يحتاج لبوسترات على أعمدة ولكن للعمل الجاد وإيجاد رؤية واضحة مطالباهم بدلاً من الانفاق على لافتات في الكباري والطرق أن يقدموا مشروعاً وطنياً بشكل أفضل ".
وأضافت: "أغنية "عايزنك عايزنك" نموذج جديد من "اخترناك" ونتساءل كيف نصنع الفرعون ولا يمكن مقارنتها ابداً بأغنية تسلم الأيادي".
وأضافت الحديدي قائلة: "وبعدين بترجعوا تقولوا إحنا بنعمل فرعون إزاي، دا إحنا أساتذة في صناعة الفرعون.. كده كتير، كد مبتذل، كده الناس هتتفرج علينا".
0 التعليقات:
إرسال تعليق